إذا كنتِ من النوع الهادئ أثناء الطهي فهنيئاً لكِ بعيداً عن ضجيج الأواني وروائح الأطعمة المختلطة أثناء طهيك في نهار رمضان، لا نعني بالهدوء أن تكوني بطيئة في عملك، أو أن تقللي منه، لكن نعني مدى تنسيقك وترتيبك لعملك بالأخص إذا اشترك في المطبخ أكثر من فرد واحد للعمل، فستجدين أنه كلما كثر من معك يعاونك فإن زحام الأواني وزحام المطبخ بما فيه سيزداد (في غالب البيوت إن لم يكن كلها)، لذلك كان لزاماً عليكِ وقبل أن تشرعي بالعمل أنتِ ومن معكِ أن تقومي بتنسيق مطبخك وتنظيم زواياه ليتناسب و اشتراكك مع أكثر من فرد معك للعمل فيه .
التنظيم يعني توزيع ماهو متاح من مساحة على حسب مناسبته للنشاط القائم به ، على الأقل هذا التعريف يتوافق وتنظيم المطبخ تحديداً إن لم يعمم على كافة معاني التنظيم ، وهنا مانعنيه تماماً ، وهو أن توزعي الأماكن المتاحة في مطبخك على حسب مناسبتها لما ستفعليه من عمل بها ، فغسيل الفواكه والخضار أو غيرها مما يحتاج للغسيل من الأطعمة أو نقع بعض الحبوب ، يتناسب مع مساحة ماحول حوض الغسيل عادة ، فإن أشركتِ معكِ في مطبخك من يعاونك حددي لهم هذه المساحة ألا تتجاوز لمن أراد غسيل نوع من الأطعمة حتى تتجنبي انسكاب الماء على أرضية المطبخ لعدم وقوع الانزلاق أو اتساخه مع العمل ، أما المساحات الباقية فوزعي فيها جهة الأعمال على حسب ما تحتويه من أدوات ، أي أن تحددي مساحة خاصة بالتقطيع بجوار أجهزة التقطيع الخاصة ، مساحة للعجن بجوار أدوات العجن .. وهكذا..
تجنبي في تقسيم مساحاتك منطقة الفرن لزيادة الحرارة غالباً فيها ، ولتجنب الحوادث بالأخص حال استخدام المقلاة ..
إن هذا التقسيم ينطبق ويتوافق ويعطي نتائجه للمطابخ الكبيرة المتسعة.. أو ذات الأحواض المستقلة في وسط المطبخ أو الطاولات الكبيرة ، فإن ذلك سيعطي مساحة أكبر وعملاً منظماً دؤوباً للعاملات فيه.
لكن ماذا لو كان المطبخ محدود الحجم ، صغير المساحة لايكفي أصلاً لتقسيم منظم؟
هذا التقسيم ذو منافع جمة للعمل الجماعي في المطبخ وهذا هو الهدف منه ، أن ينسق العمل لتجنب الاتساخات والزحام المؤذي في المطبخ ، أما للمطابخ الصغيرة ولو أشركتِ معك غيرك في العمل فبإمكانك إضافة طاولة خارجية وسط المطبخ للمنفعة في تنظيمه واستغلالها ، أو وضع سجادة خاصة للعمل وسط المطبخ للمعاونين معك.
ربما في بيوتنا الخليجية نميل إلى العمل على الأرض مباشرة أكثر من جلوسنا على الطاولة وللتمتع بحرية أكبر أثناء العمل ، لذلك اختاري نوعاً خاصاً من السجادات التي تختصين بها شهر رمضان لوضعها في المطبخ بحيث تكون مريحة للجلوس عليها (غالباً ماتكون محشوة ) واحرصي على إزالتها حال الانتهاء منها حالاً ، على أن تغسل كل أسبوع مرة على الأقل لتجنب تراكم الأوساخ عليها .
عزيزتي "طاهية رمضان" ، ما يهيء النفس للعمل هو مايريح عين الرائي ، فإذا أتيحت لكِ الفرصة أن تتخيري ألواناً زاهية تضيفينها إلى مطبخك فافعلي ، إما بأوانٍ ملونة أو طاولة زاهية تدخلينها للمطبخ ، أو إضافة ورق حائط ولو في جهة واحدة دون سواها ، هذا ما إذا كان مطبخك ذو لون حيادي ، أما للمطابخ البراقة ذات الألوان الفاتنة فاكتفي بجمال ما اخترتِ من ألوان.. لذلك نسدي نصيحة قائمة في هذا الشهر وسواه ، بالأخص لمن هم في طور بناء جديد أو تجديد لتصميم المطبخ في منازلهم ، فليحرصوا على إدخال ألوان زاهية تسر العامل في المطبخ خاصة وتشجع ربات البيوت على الطهي بالأخص في مناسبات تتطلب عملاً طويلاً مثل شهر رمضان .