– هل تخيلتِ أنه في يوم ما سوف يقترح عليك الموقد وجبة اليوم ؟
– هل تعرفين من هي مساعدتك الهولوجرامية ؟!
– هل تصورتِ من قبل كيف سيكون شكل مطبخك سنة 2050 ؟
الأمر غريب إلى حد ما، لكن هذا ليس من قبيل الخيال العلمي، لقد نجح المصممون في تطوير أجهزة المطبخ وأدواته، بحيث توفر الكثير من الوقت والجهد، وتكون صديقة للبيئة بكل معنى الكلمة، صحيح أن بعض الأفكار لم تزل أفكارا مستقبلية، لكن البعض الآخر يمكن تطبيقه، وقد تم تصنيع بعض الأجهزة بالفعل، لكنها مازالت في مرحلة الاختبار والتجريب، فلم تطرح في الأسواق بعد .
وما يجعل مطبخ المستقبل مختلفا، هو أن جميع وظائفه في متناول اليد، أخذ المصممون في اعتبارهم العيوب العملية في تصميمات المطبخ الحالية، جعلوه يعتمد على مصادر طاقة طبيعية صافية، ويعيد تدوير ما نظن أننا لا نحتاجه، ويتخلص من النفايات بأساليب معقدة، لكنها آمنة تماما، جعلوا المطبخ يستخدم الشاشات الرقمية لعرض المعلومات، يتسلم الأوامر الصوتية من المستهلك لتنفيذ عمليات الإدارة والتحكم، تخيلي أن كل ما تريدين سوف يأتي إليكِ دون أن تأخذي خطوة واحدة ! .
الموقد يقترح وجبة اليوم !
أجهزة المطبخ تقيس الاحتياجات الغذائية لكل أفراد العائلة، تأخذ البيانات الخاصة بهم ( الوزن والطول وكمية الدهون والكوليسترول ونسبة السكر في الدم ) عن طريق ماسح ضوئي، فقط على المستخدم أن يضع يده عليه، فيقوم بتحليل البيانات، وتخرج النتيجة بما يحتاجه الجسم من العناصر الغذائية، وبالتالي يعرض عدة وصفات للطهي – حسب جدول يومي معد مسبقا – قائمة على هذه البيانات ! .
الطهي بقوة البخار
الطهي بالبخار هو القاعدة، سيكون الموقد مزودا بثقوب تتيح للبخار الساخن الخروج بقوة ضغط يتم تحديدها عن طريق أزرار على شاشته، ومزود بصمامات أمان تمنع خروج البخار بعشوائية، وصمامات أخرى توقفه نهائيا عند الوصول الى درجة الحرارة المطلوبة، يتم تحديدها أيضا من خلال شاشة التحكم، والبخار المتبقي غير المستخدم سيتم تبريده وتحويله إلى الحالة السائلة، وينتقل عبر أنابيب إلى الحوض ليعاد استخدامه .
جدران تمتص أشعة الشمس
من المتوقع أن تكون الأزمة الكبرى خلال السنين القادمة هي أزمة تناقص الطاقة، وقد وضع المصممون هذا الأمر في اعتبارهم، وأيضا من أجل أن يكون المطبخ صديقا للبيئة، جعلوا جدران المطبخ تمتص أشعة الشمس، وتحولها إلى طاقة كهربائية لتنير المطبخ ليلا، و إلى طاقة حرارية لأغراض الطهي .
إعادة التدوير
بما أن هذا المطبخ سيكون صديقا للبيئة، فسوف يتم التخلص من المخلفات الناتجة بأسلم الطرق الممكنة، وسيتم إعادة تدوير بعض المخلفات، مثل الماء الناتج عن عملية غسيل الأطباق، سيعاد تدويره في فلاتر ملحقة بالحوض، عبر عملية معقدة ذات مراحل عديدة، ليعود إلى الحوض مرة أخرى لأغراض الغسيل .
المساعدون
الروبوت الطباخ الذي صممه اليابانيون يستطيع أن يقدم خدمات كثيرة، يطبخ أصنافا عديدة، ويغسل الأطباق، وقد يكون مساعدا جيدا لربة المنزل في امدادها بما تحتاج من أدوات، دون أن يتدخل في أمور الطهي، فهو خفيف الحركة ومرن للغاية، لكن مشكلته أنه باهظ التكلفة. ولضمان تنفيذ الفكرة على أرض الواقع، وطرحها في الأسواق، تم ابتكار مساعد آخر بتكلفة أقل، وهي ( المساعدة الهولوجرامية ) حيث يقوم جهاز معين بإطلاق موجات ضوئية تسمي الموجات الهولوجرامية، وهي قادرة على تجسيد هذه المساعدة بشكل ثلاثي الأبعاد 3D، فتظهر كأنها شخص حقيقي موجود في المطبخ، تساعد ربة المنزل في تذكيرها بمواعيدها الشخصية، واجبات الأبناء، تقرأ عليها وصفات معينة من كتب الطبخ، تتلقى الأوامر الصوتية من ربة المنزل، وقد تكسر الملل وتقوم بالحديث معها !، لاقت الفكرة استحسانا كبيرا بعد عرضها، والفرق الوحيد بينها وبين الروبوت أنها لا تستطيع مساعدة ربة المنزل في عمل الأشياء اليدوية.
وقد تنطوي المراحل اللاحقة على إضافات جديدة، مثل المستشعرات التي تتعرف على أصحاب البيت عند دخولهم المطبخ، كل هذا ممكن، فكما ذكرت سابقا أن هذه الأجهزة تم تصنيعها بالفعل، فقط هي لم تخرج للأسواق بعد، فمازالت في مرحلة الاختبار، وتبقى لديّ سؤال أخير:
لو كان لكِ أن تضيفي امكانية جديدة لمطبخ المستقبل، فماذا ستضيفين؟