ليست النجوم محصورة فقط في ضيافة الفنادق بل حتى في منزلك تستطيعين جعله منزل خمس نجوم. أنت لن تستقبلي رواداً ومسافرين من أماكن بعيدة وغرباء عنك ، بل هم أبنائك ، أو إخوانك وأخواتك ، أو ربما والديك ، أو كل قريب حين يأتي للديار تعلمين أنه سيمكث عندك خلال فترة سفره أو رحيلة ..
فكيف تعتنين بغرفته حال غيابه ؟
سؤال غريب ربما لأغلب الناس ، بالطبع ما سأفعله سأقفل الغرفة وأغطي مافيها من أثاث حتى حين عودته مجدداً .
هذا الحل الأمثل لدى الكثيرين منا ، لكن في واقع الأمر سترين سوءاً في نتاج هذا التصرف الذي لم تلقي له بالاً من قبل .
لابأس لو كانت مدة الغياب عن المنزل فترة وجيزة ، فهنا بالفعل سيكون هذا هو الحل الأفضل لك بعيداً عن متاعب الاهتمام بهذه الغرف الفارغة ، لكن لو كانت مدة الغياب طويلة جداً ، أو طويلة نسبياً فأنت تحتاجين إلى أقرب ما تكون للخطة ، للحفاظ على الغرفة بحال جيدة ، لتضمني تقييم غائبك لمنزلك بأنه “منزل خمس نجوم“.
بعد رحيله.. ابدئي بتغطية الأثاث الكبير الحجم والذي يصعب تناقله من مكان لآخر ، كالكنبات الكبيرة إن وجدت في الغرفة ، خزانة الملابس غطي الجزء العلوي منها ، وإن توفر لك أن تغطيها بكاملها فافعلي .
السرير ، قومي بنزع البطانيات عنه والشراشف وأغطية المخدات ، ثم غطيه كله تماماً ، البطانيات والشراشف وأغطية المخدات احتفظي بها عندك في مكان متهو جيد ولا تتركيها في خزانة ذات الغرفة لما قد يصيبها من التلف في بعدها عن الهواء والضوء ، ولحمايتها من البكتيريا والعفن الذي قد يصيبها لطول مدة التخزين ، وكذلك افعلي مع كل قطعة قماش ، فمثلاً مفارش الطاولات ، أو مفرش طاولة الزينة وغيرها من القطع القماشية ، و احرصي على غسلها على الأقل مرة كل شهرين ، لا تكثري من غسيلها حتى لا تتلف ، ولا تركنيها لتتلف كذلك ، بإمكانك أن تحتفظي بها مع مفارشك الخاصة وبطانياتك الخاصة إذا كان هذا الغائب قريب لك جداً ، كأخت أو أخ أو أم أو أب .
أما عن بقية أغراض الغرفة وما تحتويه من مزهريات وتحف وأدوات للزينة كلوحات جدارية ، فمن الأفضل لك ألا تعطلي استخدامها في غرفة مقفلة في الظلمة ، استغلي ما فيها ، انقلي اللوحات الجدارية إلى جدران منزلك ، والتحف كذلك ، فهذا أدعى لحفظها عن طريق تنظيفها اليومي لها أو الاسبوعي ، وأنت تعلمين أنها لو بقيت في غرفة مقفلة فبعض اللوحات أو التحف تصنع من مواد يصعب معها تمام تنظيفها لو تعرضت للغبار ، فاستخدامك هنا لها هو من أساليب حفظها وليس إتلافها ، بالإضافة إلى استغلاليتها لما يزيد منزلك جمالاً وبهجة ، إلا في حالة كانت ملكاً خاصاً لصاحب الغرفة فعندها اعرضي ذلك عليه فإن رضي وإلا فاحتفظي بها مغطاة بأكياس النايلون في غرفته حتى يعود.
بالنسبة لأجهزة الكمبيوتر المكتبي ، بالطبع ومن الأفضل الا تركنيه داخل الغرفة أو تعطلي استخدامه في فترة غياب صاحب الغرفة ، استخدمي الحاسب المكتبي وأخرجيه من الغرفة إلى مكان عام أو غرفتك الخاصة ولا تتركيه بيد الأطفال حتى لا يساء استخدامه فيتلف مثل هذا الجهاز المهم . واطلبي الإذن منه أيضاً في حال كان غائبك هو مالك الجهاز.
الكراسي الصغيرة والهزازة ، احتفظي بها في مكان تنعمين فيه بالهدوء ، وأكرر أن استخدامك لبعض الأدوات يعتبر وسيلة للحفاظ عليها خيراً من ركنها في مكان فارغ تماماً لتلتقط الأتربة والغبار المساعد على إفسادها أو إفساد رونقها على الأقل.
الكتب إن توافرت في الغرفة ، فإما أن تبقيها فيها مع إغلاق خزانتها جيداً وتغطيتها كذلك، أو أخرجيها من الغرفة إذا لم تتوفر خزانة مكتبية للكتب واحتفظي بها في خزانة كتب أخرى إلى حين عودة صاحبها .
أما الغرفة وما يمكنك فعله من أجلها ، فبعد تغطية أثاثها وإغلاق النوافذ لحمايتها من الغبار ، ستكون أبعد ما يكون عن الهواء والضوء ، ولعلمك عزيزتي هذان العنصران مهمان حتى لحياة المكان نفسه ، قومي بتهوية الغرفة كل اسبوع على الأقل ،، افتحي النوافذ والباب ليتخلل تيار الهواء والضوء بها ، واتركيها لمدة ساعتين على الأقل في جو صاف مشمس غير ممطر أو ذو غبار ، وبعد فترة وجيزة أعيدي إقفالها من جديد ، في هذه الفترة انفضي الغبار عن الأغطية ثم نظفي الأرضية بكل بساطة .
بعد رحيل غائبك تأكدي من الأجهزة الكهربائية في الغرفة ، فافصلي كل جهاز كهربائي ، كالأبجورات ، أو شواحن الجوالات وغيرها ، ومن الأكثر أماناً لك ولمن سكن معك أن تقومي بفصل الكهرباء عن الغرفة بكاملها إذا كان لها قسماً خاصاً في لوحة التحكم الكهربائي للمنزل.
بعد ذلك وبعد عودة غائبك من طول غيابه ، افتحي أبواب غرفته لاستقباله استقبالاً يليق بمكانته في قلبك ، ليجد مكانه وأثره لا يزال يذكر حين غيابه ، ويستمتع بضيافتين ، ضيافة الغرفة ذي الخمس نجوم ، وضيافة حبه في قلبك .