في الغالب لو سألت أيا من أصدقائك عن أكثر ما يعجبه في منزله سوف يذكر الموقع والمشهد الذي يراه من النافذة، وهناك أشخاص قد يضحون بالعيش في بيوت صغيرة نسبيا من أجل أن يضمنوا موقعا استراتيجيا أو مشهدا رائعا يراه من النافذة، فليس هناك أجمل من الجلوس باطمئنان والاستمتاع بالشمس الدافئة والهواء الخفيف، لو كنتِ تفكرين في تغيير النوافذ أو تقومين بتصميم منزلك، فتلك بعض الارشادات التي أرجو أن تكون مفيدة بخصوص النوافذ التي يغفل أهميتها الكثيرون.
– الجانب الأول والأهم في اختيار النافذة هو التأكد من أنها توفر درجة كبيرة من الحماية ضد العوامل الجوية والمناخية، مثل : أشعة الشمس والرياح والمطر، يجب أن تقدم لك السيطرة الكاملة على درجة نفاذية الضوء وكمية الهواء الداخل، ويجب أن تمنع كذلك دخول الضوضاء والأتربة، تلك شروط ضرورية، وما إن تحققت، يأتي كل شيء فيما بعد.
– فهم احتياجاتك الخاصة وفهم طبيعة الغرفة، يجعل من السهل عليكِ تحديد شكل ولون إطار النافذة ومكانها والستائر المستخدمة ودرجة شفافية الزجاج، في غرفة النوم مثلا من المستحسن استخدام الستائر الثقيلة وخاصة لو كانت النافذة تتعرض لاشعة الشمس لفترة طويلة، أو ان كنتِ ممن يستيقظون في وقت متأخر.
– نحن كبشر مثلنا في هذا كمثل النباتات التي لا تستطيع أن تحيا دون هواء أو ضوء، وقد أثبتت الدراسات أن أكثر الشعوب إصابة بالاكتئاب هي الشعوب التي تعيش في بلاد مليئة بالغيوم، مثل : الدول الاسكندنافية وبريطانيا، فإلى جانب أن الشمس توفر حماية ضد الجراثيم والبكتريا، فهي أيضا تقي من الاكتئاب، والهواء النقي – خاصة في الصباح – له فائدة كبيرة على الجسد والروح.
– لا شيء أجمل من النظر إلى مشهد خلاب من النافذة صباحا، أو النظر إلى شوارع المدينة النائمة ليلا، لو كنتِ تشاهدين أحدهما فأنت محظوظة، أما لو الاثنين معا فلا تخبري أحدا !، فالنافذة أكثر من مجرد فتحة في الجدار، اختاري الإطار الذي يكمل شكل الغرفة، فليكن اطارها هو اطار المشهد الخارجي وفي نفس الوقت قطعة ديكور جذابة داخل الغرفة.
– كما توفر النافذة الضوء لابد أن توفر الخصوصية أيضا، وهنا عليك اختيار درجة الشفافية المناسبة للزجاج وخاصة في الحمام والمطبخ، أما عن الغرف فستكون درجة الشفافية أقل، وخاصة في غرفة المعيشة أو غرفة استقبال الضيوف.
– أغلب النوافذ الموجودة في منازلنا مربعة الشكل، يمكنك الخروج عن القواعد قليلا – ذكرت سابقا أنه لا توجد قواعد – واجعلي نافذة غرفة المعيشة مستطيلة وكبيرة قليلا، اجعليها ممتدة عبر الجدار، أولا لأن تلك الغرفة هي مكان استقبال الضيوف في الغالب، وتلك النافذة الكبيرة نسبيا تشعرهم بالاتساع والترحاب، ولأنها أكثر غرفة يتم استخدامها، فالنافذة الكبيرة توفر كمية أكبر من الضوء والهواء، ومن البديهي أن عمل ذلك لا يكون إلا إذا كان البيت لم يدخل مرحلة التشطيب بعد، أو أنه يتم تجديده كليا .
– لو كانت البيت في مرحلة البناء والتجهيز، فمن الأفضل أن تختاري اتجاه ومكان النافذة حسب الموقع الجغرافي، وذلك تفاديا لدخول أشعة الشمس الثقيلة – خاصة في الصيف – الى الغرفة طيلة اليوم مما قد يقضي على الاثاث أو يرفع درجة حرارة الغرفة، تحدثي مع المهندس المعماري في هذا الشأن، وأشرحي له كل ما تريدين.
– يجب عليك التدقيق أثناء اختيار مادة الإطار الخارجي للنافذة والطلاء، وحتى الستائر لو كانت الغرفة تتعرض لآشعة الشمس لفترات طويلة، فذلك كفيل بافسادها بعد فترة قصيرة نسبيا.