أنا متأكد من أنك سمعت الكثير من هذه الأقوال على اعتبارها قواعد ثابتة عند طلاء الجدران الداخلية لأي بيت، تقول الأسطورة أن الألوان المحايدة أصبحت قديمة وتعطي تأثيرا بالقدم، وأن الأزرق ومشتقاته يجعلنا نشعر بالبرد، على كل حال أنتِ تستطيعين اختيار أي ألوان تشائين، وسوف تعرفين فيما يلي أنه لا يوجد قواعد عن تصميم وطلاء بيتك فهي مساحتك الخاصة جدا، ويمكنك أن تجعليها تحوي كل الألوان التي تريدين.
1- الأسطورة الأولى : يجب أن تدهني الأسقف بالأبيض حتى تظهر الغرفة أكبر
السقف هو الجدار الخامس في الغرفة، ومعروف أن اللون الأبيض هو أكثر لون يعكس الضوء، ولذا يتم الاعتماد عليه كثيرا لجعل المساحات الصغيرة تبدو أكبر، ولكن هل لو تم طلاء السقف بلون آخر هل هذا سيجعل الغرفة أضيق مما هي عليه ؟ .. اختاري اللون الذي تريدينه لطلاء السقف ومشتقاته لطلاء الجدران، مثلا : لو تم طلاء السقف بالأزرق السماوي والجدران بمشتقات الأزرق الداكنة أكثر، هذا سوف يعطي ذات التأثير، فيجعل الغرفة أكثر رحابة.
2- الأسطورة الثانية: طلاء الغرف بالألوان الداكنة يجعلها كئيبة
هذا صحيح لو كانت مساحة الغرفة صغيرة ولا تمنحها الشبابيك والنوافذ ضوءا طبيعيا كافيا، هذا سيجعلها أشبه بالكهف، ولتصحيح هذه النظرة جربي طلاء غرفة واسعة بلون داكن مع وجود نوافذ واسعة كبيرة توفر أكبر كمية من ضوء الشمس، واستخدمي معها قطع أثاث بألوان فاتحة وكذلك السجادة أو لون السيراميك لضمان التناغم.
3- الأسطورة الثالثة: الألوان الفاتحة تعطي الغرفة لمسة أنثوية
الألوان بشكل عام تثير أحاسيس مختلفة ولها دلالات متعددة، وتقول الأسطورة التي ترسخت مع الزمن، أن الألوان الفاتحة تخص الإناث، والألوان الداكنة تخص الرجال، هذا لا يعني أننا لا نستطيع صنع التناسق حسب ذائقتنا بخلط اللونين، كل ما في الأمر أننا لن نختار درجة واحدة من اللون، فكل لون سواء ان كان داكنا أو فاتحا سيكون موجودا بأكثر من درجة لخلق التناسق التام في طلاء الغرفة.
4- الأسطورة الرابعة: المطابخ البيضاء باردة وغير جذابة
كما قلنا سابقا أن اللون الأبيض هو أكثر لون يعكس الضوء، ويحافظ على مظهر الحائط حيث يخفي الفوارق بين قطع السيراميك، ويمكن أن يكون باردا أو غير جذاب حين يسيطر على كل المساحة دون ادخال ألوان أخرى تتسق معه، أو عدم استخدام مشتقات الأبيض في الطلاء – الكريمي أو الـOff White – مثلا : ليكن الأبيض للسيراميك في الأرضيات والأسقف والحوائط، والكريمي لخزانة المطبخ، وسطح المطبخ والاكسسوارات بألوان أخرى.
5- الأسطورة الخامسة: كل غرفة لابد أن تكون بلون مختلف لضمان الخصوصية
لو رأيت بيت مطلي بهذه الطريقة ستشعرين أنكِ قد دخلتِ السيرك!، أسمّي هذه الطريقة (طلاء السيت كوم)، فهذا يجعل البيت اشبه بمواقع التصوير الموجودة في مسلسلات الـ Sitcom، حيث تستخدم الألوان الصاخبة لجذب عين المشاهد، ومن أجل اسباب تقنية أخرى تتعلق بالاضاءة والتصوير، أما في بيتك – واحتك في صحراء الحياة – فكل ما تريدين أن تشعري فيها بالراحة، والاختلاف والخصوصية لا يأتيان من ألوان الطلاء المختلفة، بل من اختيار ألوان متناسقة للغرف كلها، لتسير في اتجاه لوني واحد، ولا تسبب شعورا بالتنافر.
6- الأسطورة السادسة: الألوان المحايدة لا توحي بالود والترحاب
سميت الألوان المحايدة بهذا الإسم لأنها تقوي أي لون آخر يوضع معها ولا تتأثر به، فما بالك لو كان اللونين قويين مثل الأبيض والأسود، أحيانا مزجهما معا دون وجود ألوان أخرى في كل المساحة يجعل التباين صارخا، لو أردت استخدامهما بكثرة فليدخل معهما الرمادي – أهم الألوان المحايدة – بنسب صغيرة في الأماكن المؤثر على الانطباع العام للغرفة، كذلك يمكنك إضافة الهافان والبني الغامق أو البيج، أظن أن هذا سوف يعطي تأثيرا محببا.
7- الأسطورة السابعة: قبل أن تختاري ألوان الطلاء يجب أن تتبعي قواعد التصميم
أصلا لا توجد قواعد للتصميم واختيار ألوان الطلاء، كل ما في الأمر أن الجميع يجتهد حسب ذوقه الشخصي، فالمصممون حتى الآن لم يجتمعوا على رأي واحد، ووجهات نظرهم متضاربة حول كل شيء، فعند اختيار ألوان الطلاء الخاصة بشقتك يجب أن تكون متسقة – كما ذكرت مرارا من قبل – تشعرك بالراحة وتشعر الضيوف بالترحيب، اجعلي إحساسكم الداخلي وذوقك الخاص يوجهك، وإذا لم تستطيعي أن تقرري فانظري إلى كافة التصميمات سواء على الطبيعة أو في المجلات المتخصصة أو على مواقع الانترنت، أو اطلبي مساعدة متخصصة من أحد مهندسي الديكور وتحدثي معه في هذا الشأن.
8- الأسطورة الثامنة: اختيار اللون في ضوء النهار أفضل من اختياره على ضوء المصابيح
تقول الأسطورة أن اللون لا يفصح عن جوهره إلا نهارا، وجميعنا لا نذهب إلى اختيار الألوان إلا في الصباح، الأمر كله يعتمد على تصميم الغرفة وعلى طبيعة اللون، فاللون الذي تختارينه قد يكون أجمل على ضوء المصابيح، وقد تلعب الإضاءة دورا مهما في إظهاره داخل الغرفة مع الألوان الأخرى، وقبل الاختيار انظري إلى عينات الألوان في أوقات مختلفة من اليوم، لتري كيف يتأثر بضوء النهار وإنارة المصابيح.